لن يستطيع الملحد الرد على هذه المقالة
لن يستطيع الملحد الرد على هذه المقالة
1 )الملحد في واد والإلحاد في واد آخر
قبل أن أبدأ الموضوع أحب أن أوضح أن النقد موجه للإلحاد كموقف فكري وليس للملحدين كأشخاص لان الملحد عند قراءته لهذا المقال بشخصيته المتكبرة سيحس بالاستفزاز.أولا لنتفق على تعريف بسيط جدا لكلمة ملحد : أي شخص يرفض جميع الأديان بدعوى عدم قيام دليل عليها. فمن من لوازم إلحاد أي شخص ألا يتمحك في ظلال الدين ما دام يرفضه ابتداء. قد يعترض أحد ويقول أن الإلحاد هو مجرد عدم الإيمان فكيف أكون ملزما بأي شيء ؟ وهذا نظيره كمن يقول مثلا أن السلام هو عدم الحرب فكيف تجبرني على عدم رفع السلاح ؟
فلو ادعى أحد الإلحاد والمادية في أوقات الهزل والراحة ثم ابتهل إلى الله وقت مواجهة الموت فهذا يعني أن إلحاده مجرد موضة أو بذلة مؤقتة تماما كجواربه.وما دام الإسلام خرافة في نظر الملحد فلا يحق له أن ينادي بحقوق الحيوان مثلا وهوو في نفس الوقت يقتل ملايين المستعمرات البكتيرية في جسده حين يستحم ، مع أنه لاا فرق بين الحيوان والبكتيريا من منطلق مادي فكلاهما حياة . أو أن ينتقد شعائر عيد الأضحى عند المسلمين مع أنه يذبح مليارات الكائنات الحية حين يتبرز ويتخلص عنها.. ولا يحق للملحد أن يستعمل لفظ الإنسانية فلا فرق بين الإنسان وباقي الكائنات الحية الأخرى مهما كان نوعها أو حجمها. كما أنه لا معنى لعبارة للمساواة بين الجنسين فيي قاموس الإلحاد ، فالفروق الفزيولوجية بينهما لا يمتري فيها عاقل ، وإذا كان للمساواةة بعد آخر عند الملحد غير الفيزيولوجيا والمادة فهو يتمحك في ظلال الدين كما قلنا. و لا فرق أيضا بين الحياة والموت إلحاديا ، فأنت عندما تموت لن تتوقف الإلكترونات داخل جسمك عن الحركة أي أنك لست "ميتا" بالمعنى المادي الصارم للكلمة.حتى نختصر المسألة : الملحد إنسان قد يلتزم بقوانين وقد يلتزم بأخلاق وآداب معينة ، لكن إلحاده لا يلزمه بأي شيء من ذلك.لهذا فالإلحاد مجرد موقف نظري لا أثر له على أرض الواقع. والحقيقة أن المحاولات القليلة لأشخاص حاولوا تطبيق الإلحاد من منطلق سياسي أو قانوني أدت إلى كوارث : ماو تسي تونغ Mao Zedong الإمبراطور الشيوعي تسبب في إبادة 30 مليون من شعبه حين حاول تطبيق مشروع القفزة العظيمة إلى الإمام الذي يقتضي إخضاع الشعب لتنظيم زراعي إلزامي لتسريع نمو المجتمع الشيوعي كأنهم مجرد خلايا أو طفيليات لها مهمة محددة لا تحيد عنها أبدا. هذه النظرة المادية الجافية هي السبب الرئيسي في المجاعة ...وبهذا تنهار جميع القيم الإنسانية وتصبح الحياة بدون معنى فلا غائية في الإلحاد بداهة.لكن الواقع الإنساني غير ذلك ، فالإنسان قادر على تنظيم نفسه داخل مجتمع والخضوع لقوانين ودساتير والانضباط وفق معايير أخلاقية محددة حتى لو كان ملحدا علما أن إلحاده يقول بالعكس.
الخلاصة هي أن الإلحاد عاجز كموقف فكري عن تفسير الحياة الإنسانية ، إذن فهو لا يصلح كموقف.
فالملحد أمام خيارين فقط : إما أن يبقى على إلحاده الذي لا يمت للواقع بصلة ، والذي إن حاول الالتزام بتوابعه - عدم الغائية ، عدم وجود معايير أخلاقية محددة ، استواء الإنسان بجميع الكائنات الحية ، لا فرق بين الحياة والموت ماديا - سيخالف ضميره وأخلاقه وقيمه ، وإما أن يتمحك في ظلال الدين دون أن يدري ، أي أنه ليس ملحدا بالأساس.بقي أن نوضح نقطة واحدة ، فقد يعترض أحد على ما تقدم ما دام الأمر صحيحا أيضا بالنسبة للدين : فالمسلمون في واد والإسلام في واد آخر كذلك ، وهذا خطأ فادح من وجوه :
(1) أن الإسلام ليس قضية سالبة كالإلحاد ، الإلحاد معناه عدم الإيمان - لن أتطرق هنا للقول بالإنكار فهذا لا دليل عليه باعتراف الملحدين أنفسهم - أي أنه ليس إيمانا بشيء ماا ، أو قيمة مضافة ، فتعريفه سالب عكس الإسلام الذي يقتضي الإيمان بالقلب والعمل بالجوارح.
(2) الإسلام يقول بالغائية وينادي بالمعاني الفاضلة عكس الإلحاد الذي هو مجرد موقف فكري لا ينادي بشيء.
(3) مجرد انتقاد أفعال المسلمين لو خالفت تعاليم الإسلام دليل على سقوط الإلحاد ، فإلحاديا لا يجوز الاعتراض على أحد لأنه لا يوجد معيار محدد للأخلاق خارج الدين.
2 ) ثقة الملحد في عقله تقتضي وجود الله .
لو سألتك عزيزي الملحد : كيف تثق في عقلك وهو نتاج عملية غير واعية ؟ فصدقني لن تجد للسؤال أي جواب أبدا أبدا أبدا ...المشكلة ليست في أن العلم لم يصل للجواب بعد ، فالعلم نفسه نتاج العقل ... وعدم الثقة في العقل تعني انهيار العلم وجميع أصول المعرفة قبل فروعها.مجرد كتابتي لهذه السطور تعني أنني أثق في عقلي وأني قادر على الوصول للحقائق.. فلو كنت لا أثق في عقلي فمكاني في حجرة مغلقة داخل مستشفى الأمراض النفسية إلىى حين أن أسترجع ثقتي المفقودة.إذن كلنا نثق في عقولنا ، وعملية التفكير نفسها داخل أدمغتنا ستكون بدون فائدة إذا كنا لا نثق في إمكانية فكرنا أن يصل لمعطيات صحيحة.لكن سأتجرئ - كما يفعل الملحد مع البديهيات للأسف - وأقول أنني لا أثق في عقلي ، طيب ما دمت لا أثق في عقلي فكيف أثق في أن إجابتي عن سؤال "كيف تثق في عقلك وهو نتاج عملية غير واعية ؟" صحيحة ؟ إذن فجوابي بالنفي ذاتي الهذم أي أنه جواب خطأ.المزيد عن هذه المغالطة المنطقية الخطيرة هنا :
https://en.wikipedia.org/wiki/Self-refuting_ideaفالعقل الإنساني مجرد حلقة في السلسلة التطويرية من وجهة نظر داروينية بحتة ، ومن المعلوم أن ميكانيزمات التطور كالانتخاب الطبيعي ليست ميكانيزمات واعية ، أي أن عقولنا بالفعل نتاج عملية غير واعية - إن سلمنا بصحة المذاهب المادية. فما مصدر ثقتنا في عقولنا ؟
هل ستثق عزيزي الملحد في قرد أن يجري لك عملية جراحية لدماغك ؟ إذا كنت تثق في عقلك رغم أنه نتيجة داروينية فلا يحق لك أن تعترض على القرد بحال.فإما :
1 ) أن تدخل مستشفى الأمراض النفسية لأنك لا تثق في عقلك أي أنك لا تفكر فانت مجنون .
2 ) أن تثق في عقلك وتسلم بذلك كحقيقة مطلقة لا مصادرة عليها.
3 ) أن تتفق مع الناس مثلك أنك تثق في عقلك وأنهم يثقون في عقولهم دون أن تكون الحقائق التي تصل إليها عقولكم مطلقة ، وهذا يعني القول بنسبية الحقيقة وهذه فضيحة. لأن نسبية الحقيقة تعني العجز عن الوصول لأي حقيقة مطلقة أي العودة للنقطة للخيار 1).الملحد مجبر إذن على الثقة في عقله ، أي أنه مجبر على أن يقرر بأن عقله نتاج عملية واعية. أكرر : الملحد مجبر على ذلك وأي خيار آخر سيدخله في دوامة السفسطة إلى ما لانهاية.وما دام العقل نتاج عملية واعية - أكرر مرة ثالثة إذا رفضنا هذه المسلمة فهذا يعني نهاية العقل بنفسه - فلا بد من وجود كائن واع يكسب عقله القدرة على الوصول إلى الحقائق ... وجود هذا الكائن الواعي ضروري وواجب ، وليس ممكنا ، (لأنه لو كان ممكنا لجاز نفيه ولعدنا لما سبق ، أي الثقة بعقلنا رغم عدم وجود كائن واع أكسبه قوته - نتاج عملية غير واعية - ، وهذا مستحيل ومتناقض منطقيا كما تقدم ). أي دارس للمنطق يعلم جيدا الفرق بين واجب الوجود وممكن الوجود. وواجب الوجود يسمى عندنا الله تعالى الذي تنادي به الأديان.
3) تلازم وجود الله وصحة الرسالة الإسلامية .
ما دام الإله الحق عادلا فمن المستحيل أن يترك عباده هملا ، فالكون كله يتبع قوانين فيزيائية محددة لا نحيط بأكثرها ، وأصغر ذرة في الوجود تخضع لقوانين ميكانيكا الكم Quantum Mechanics لا تحيد عنها ... فكيف يصح عقلا أن يترك الإله البشر بدون قانون أو كتاب أو دستور ينظمه دون جميع الموجودات ؟ والجواب عن هذه المعضلة منحصر في خيارين :
1 ) أن الإله الحق ليس عادلا ، وعدم العدل يقتضي عدم الحكمة أي العشوائية في الخلق وهذا مخالف للواقع وهو وجود قوانين فيزيائية منظمة للكون.
2 ) وجود قانون أو دستور ينظم البشر ويسيرهم.إذن لا مفر من وجود دين صحيح يرشد الناس للحقيقة ، وهذا نتيجة مباشرة لوجود الله تعالى وعدله.والباحث المخلص عن الحق لن ينخدع بدعوى تعدد الأديان واستحالة العثور على إبرة وسط كومة قش ، فالأديان الحالية معظمها ديانات طوطمية وضعية بل كثيرها مجرد فلسفات روحية كالبوذية - التي لا تقول بوجود إله أصلا ! - أي أن الخيار منحصر في الديانات الإبراهيمية الثلاث الرئيسية : الإسلام واليهودية والمسيحية.واليهودية كما هو معلوم ديانة قومية ليس هدفها الانتشار وهذا ليس من صفات الدين الحق.المسيحية تحولت إلى وثنية على يد بولس المجرم الذي حرف الأناجيل الأربعة ، بل زرع في المسيحية أسطورة الشعب المختار كما في إنجيل مرقس :
" وكانت المرأة غير يهودية , ومن أصل سوري فينيقي . فأجابها يسوع : دعي البنين أولا ً يشبعون , فلا يجوز أن يؤخذ خبز البنين ويرمى للكلاب " مرقس 7 : 27-26
" فقالت المرأة : نعم يا سيدي , حتى الكلاب تأكل تحت المائدة من فتات البنين "مرقس 7 : 28
" لا تعطوا الكلاب ما هو مقدس ولا ترموا درركم إلى الخنازير" متى 6:7
فباقي الأمم أعزائي الكرام هي كلاب في نظر الأناجيل الأربعة.والمطاعن في أصل العقيدة المسيحية كالتثليث الوثني كثيرة جدا يسهل على أي باحث عن الحق إيجادها وفهمها .
اقرا ايضا معاني السماء في القرانفمن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ؟
المصدر منتدى الحادي
0 التعليقات:
Post a Comment